في عام "1984" التقطت صورة لرائد الفضاء "بروس ماكندليس" يطفو بعيداً عن مركبته ورفاقه مسافة "98" متراً دون أي قيود أو حبل أمان لا يحمل معه سوى حقيبته النفاثة التي تزن 140 كغ، على سطح كوكب الأرضي طبعاً كونه تختلف الأوزان في الفضاء الخارجي بين كل كوكب ، حيث تساعده هذه الحقيبة على السباحة والتحرك وتعمل بغاز النتروجين، من المؤكد أن المحاولة خطرة جدا ، حين تحدث بروس عن تجربته قال بكل وضوح وشفافية "قد تكون خطوةً صغيرة لكنها بالنسبة لي قفزة كبيرة"
ربما الآن السؤال الذي يدور في رأس الجميع، ماذا لو فُقِد رجل فضاء في الخارج بعيداً عن مركبته وزملاؤه؟؟؟
الإحتمال وارد جداً.
في أحدى المرات كان هنالك رائدا فضاء يجريان صيانة لوضع الألواح الشمسية في محطة الفضاء الدولية وفي خطأ مفاجىء قذفتهم الألواح بعيداً عن المحطة لكن قد حُسب لهذا الأمر في السابق ومسبوق الإحتياطات.
تعمل وكالة ناسا بكل جهدها من أجل الحفاظ على ارواح رواد الفضاء والعمل على تأمين حمايتهم أكثر من اهتمامها بأعمالها واهدافها في الفضاء كونهم الوسيلة لبلوغ الغاية، فمثلاً لا يخرج رائد الفضاء من المركبة قبل ربط حبل الأمان والذي يقدر طوله 26 متراً، في حال قطع الحبل ، يحمل كل رائد فضاء معه حقيبة نفاثة تساعده على العوم والمناورة حتى يصل إلى مركبته بإمان .
و في حال حصول الكارثة وانقطاع الحبل مع تعطّل حقيبته يتدخل زملائه لإنقاذه.
ماذا لو ضعفت كل الإحتمالات وتم فقدانه بعيداً عن أي محاولة لإنقاذه؟!!
سيبقى حياً لمدة ثماني ساعاتٍ حتى ينفذ الأوكسجين ثم يموت؟!
ثم ستتمزق بزّته الفضائية بسبب الجزيئات الفضائية التي تسبح في الكون وهي عبارة عن جزيئات كالغبار أو حصى صغيرة جداً من مخلفات تصادمات النيازك والكويكبات التي تحدث في الكون وسرعتها تفوق سرعة الرصاص بعشر مرات أي ما يعادل ال 37000 كم في الساعة فيما تقدر سرعة الرصاصة ب 60 كم في الدقيقة، أو من القمامة الفضائية، لربما اسمها مثير للضحك او التعجب!
اتحدث بجدية إنها القمامة التي يتركها البشر أينما حلوا وهي بقايا أجزاء من الصواريخ والأقمار الاصطناعية ومركبات فضائية تالفة بقيت تسبح في الفضاء.
ثم بعد أن يموت نظراً لإنعدام الأوكسجين أو تمزُّق جسده. سيسحبه تيارٌ مداري باتجاه الأرض و يدور معه حتى يسقط على الأرض، وهنا لا ينتهي الأمر لأنه يسقط لكن لا يصل، سيحترق جسده في الغلاف الجوي للأرض ويختفي نتيجة الإحتكاك.
ماذا لو كان بعيداً عن الارض ولم يسقط على الأرض؟!!!
ستجف السوائل في جسده ويتمزق ثم يتحوّل لمومياءٍ حرة في الفضاء، ذات جسدٍ هش تتناثر حتى تختفي، ويصبح ثاني شخص يترك جسده في الفضاء بعد كلايد تومبو، مكتشف كوكب بلوتو، الذي كرّمته ناسا بنثر 30 غرام من رماد جثته في الفضاء الخارجي.
إرسال تعليق